حنان الهاشمي

أن تكون حقوقياً حقيقياً، يعني أن تدافع عن حقوق الجميع، بغض النظر عن انتماءاتهم 

المذهبية أو توجهاتهم الفكرية أو جنسياتهم؛ وهذا ما يتميز به الناشط الحقوقي "وليد أبو 

الخير"، الذي كلما ذُكر المدافعون عن حقوق الإنسان في السعودية أتى اسمه بارزاً؛ 

حيث عُرف بنشاطاته الحقوقية والإصلاحية، وبسبب هذه النشاطات يُحاكم اليوم، بعد 

أن فشلت جميع تضييقات السلطة في ثنيه عن المواصلة. 


المنع من السفر، التضييق في العمل والحياة الخاصة، تهديد أجهزة الدولة للأهل، 

الاستدعاء للتحقيق، وأخيراً المحاكمات المفتقرة لأدنى درجات العدالة والخالية من أي 

ضامن لها؛ كلها وسائل تستخدمها السلطات في المملكة العربية السعودية، لتكميم 

الأفواه وإرهاب الناشطين، لكن صمود وليد، وإيمانه بقضيته واستعداده للدفاع عنها 

جعله لا يتزحزح قيد أنملة .. ثباته القوي على مبادئه - كما فعل إخوة له من قبل - 

يخبرنا بأن التضحية من أجل حريات الآخرين بطولة، والمضحون أبطال سيسجل 

التاريخ أسماءهم على صفحاته البيضاء، وسيستمر النشاط الحقوقي؛ مادام هناك 

مناضلون مؤمنون بقضيتهم ومستعدون لدفع الثمن .. وكما يقول كبير الحقوقيين عبدالله 

الحامد : "هذه محاكم تفتيش، يجب أن ندينها، وأن ندفع الثمن، وليكن ما يكون .. فالنهر

يحفر مجراه".